اخبار السوق المالياكاديميمقالات

ارتباط أزواج العملات – الفوركس

ارتباط أزواج العملات  

في هذا المقال سوف نشرح أهم السمات التي تميز أزواج العملات الأجنبية وعلاقتها ببعضها البعض أو ما يعرف بارتباط أزواج العملات المتداولة.  

ارتباط عملات الفوركس 

ببساطة شديدة، ارتباط العملات الأجنبية هو عبارة عن علاقة سلبية أو إيجابية بين زوجي عملات. ويشير الارتباط الإيجابي إلى أن زوج العملة يتحرك في نفس الاتجاه، وفي المقابل يشير الارتباط السلبي إلى أن زوجي العملة كل منهم يتحرك في اتجاه مختلف عن الاخر. ولأن الارتباطات المشتركة بين العملات توفر للمتداول فرصة كبيرة لتحقيق أرباح من التداول في الفوركس، لابد أولا من فهم أشكال الارتباط بين أزواج العملات وكيفية الاستفادة منها وتوظيفها لصالح استراتيجية التداول. 

بداية، في عالم الفوركس لدينا عملات الملاذ الآمن مثل الين الياباني والدولار الأمريكي والفرنك السويسري. وعلى الجانب الآخر، هناك العملات المحفوفة بالمخاطر مثل الدولار الكندي/الدولار الأسترالي والراند الجنوب أفريقي. ما يعني أن المتداول لابد وأن يتابع بعناية معدلات المخاطر المتعلقة بأزواج العملات لتلاشي التعرض للخسائر. ولا شك أن معرفة معدلات المخاطر ومتابعتها بدقة سوف يزيد من فرص تحقيق الربح والنجاح في أسواق المال.  

أزواج الفوركس المترابطة 

يحدث الارتباط بين عملات الفوركس التي يوجد بينها ترابط شديد؛ لا سيما العملات التي تعتمد على بعضها البعض.  وتتحقق تلك الحالة عند تطابق العملات الفردية في زوج العملة أو هناك رابط اقتصادي بينهما “كلا العملتين يربطهما علاقة اقتصادية”. مثال: زوج اليورو/دولار وزوج الإسترليني/دولار. بالإضافة إلى ذلك، هناك ارتباط اقتصادي وثيق بين بريطانيا العظمى ومنطقة اليورو بالإضافة إلى حركة التجارة النشطة بينهما. وبالتالي تلعب تلك العوامل دوراً كبيراً في طبيعة عمل وأداء أزواج العملات المتداولة.   

 ومن خلال الملاحظة سوف يتضح لك أن معظم أزواج العملات التي يكون الدولار طرف فيها؛ تتحرك في اتجاهات مماثلة. وسوف تلاحظ أيضا أن ترتيب العملات في زوج العملة يتم بنفس النمط في أغلب الحالات، وهذا يدل على ارتباط زوج العملة. لكن لا يعني ذلك، أن جميع أزواج العملات بينهم ارتباط قوي. بعض أزواج العملات بينهم ارتباط ضعيف “جدا” بسبب تذبذب حركة التداول التجاري وتراجع التبادل الاقتصادي بين البلدين.  

أزواج عملات الفوركس الغير مترابطة  

من أهم سمات أزواج العملات الغير مترابطة هي أنها تتحرك في اتجاهات مستقلة، والتي هي في الأساس معاكسة لبعضها البعض. يحدث هذا النمط عندما يحتوي كلا الزوجين على عملات مختلفة بشكل عام أو أن اقتصاد كل عمله له طبيعة مختلفة عن الآخر.  

وأشهر مثال على ذلك زوج  GBP/NZD و EUR/USD لو تلاحظ لا يوجد عملة مشتركة بين الأزواج وأن اقتصاد كل عملة مختلف تماما عن الأخر. فكما هو واضح لدينا اقتصاد (المملكة المتحدة ونيوزيلندا ومنطقة اليورو والولايات المتحدة). ويشير هذا الارتباط إلى أن ارتفاع الكبير لأحد العملات ليس له تأثير على حالة العملة الأخرى.  

كيف توظف ارتباط العملات في استراتيجية التداول 

يعتمد متداولو الفوركس المحترفين على ارتباطات العملة للوصول إلى أفضل نتائج، أو لتقليص معدل المخاطر، أو الحصول على قيمة من خلال ارتباطات السلع. وهناك العديد من الطرق المتاحة للاستفادة من ارتباطات أزواج العملات. وتتميز تلك الطرق بأنها تساعد المتداول على زيادة معدلات الربح وتقليص المخاطر. على سبيل المثال، قد يختار المتداول إجراء صفقة بيع على اثنين من أزواج العملات مثل اليورو/دولار والإسترليني/دولار بسبب وجود ترابط شديد بين كلا الزوجين.  

وتكمن أهمية هذا الأسلوب في أن هذا الارتباط يعمل على مضاعفة الأرباح بين أزواج العملات. لكن وفي المقابل فإن تلك العملية تنطوي على قدر كبير من المخاطر. والمتداول المحترف يمكنه التغلب على تلك مشكلة ارتفاع معدل المخاطر من خلال توزيع حجم عقد التداول مثل تقسيم نسب حجم المال المتداول بين زوجين العملة بنحو 50% مثلا بين الزوجين.  

وتكمن أهمية تلك الخطوة في أنها تعمل على توزيع معدل المخاطر بدل من التعرض لمستوى مرتفع من المخاطر في آن واحد.  لكن ارتفاع تكاليف هذا النوع من المعاملات يعد أحد العوامل السلبية الرئيسية.  وهناك طريقة أخرى تتيح للمتداول الاستفادة من ارتباط العملات؛ وهي تقييم قيمة زوج العملة. على سبيل المثال، عملة الدولار الكندي والتي ترتبط ارتباطا شديدا بخام غرب تكساس الوسيط WTI. 

الارتباط بين العملات والسلع 

هناك ارتباط كبير بين السلع والعملات، لا سيما عملات الدول التي تعتمد بشكل أساسي على سلع محددة مثل النفط.  ما يعني أن عملة بلد “ما” قد ترتفع أو تنخفض بناء على ارتفاع أو هبوط سلعه محددة. وأشهر مثال على ذلك الدولار الكندي وارتباطه بـWTI. لذلك يقوم المتداولون بتقييم إجمالي التدفقات المالية لاقتصاد دولة “ما” بناءً على أسعار سلع محددة.  

وأشهر مثال على الارتباط السلبي بين السعر والسلعة هو الذهب والأسهم (سوق الأسهم الأمريكية). فعند ارتفاع الذهب تتراجع الأسهم بشكل كبير. ويرجع ذلك إلى أن المتداولون يفضلون الاحتفاظ بالمعدن الثمين كملاذ آمن ضد المخاطر والتقلبات العنيفة التي تشهدها أسواق المال من آن لآخر. من ناحية أخرى، فإن تراجع أسعار الذهب يقابله ارتفاع ملحوظ في أسواق الأسهم.  

وبطبيعة الحال فإن تراجع قيمة الذهب، سوف يدفع المتداولين إلى التخلي عن الذهب والتوجه نحو الأسهم، رغم ارتفاع معدل المخاطر بسبب تزايد تقلبات أسواق الأسهم والتي تعد فرصة كبيرة لتحقيق أرباح. والمتداول الناجح يركز بشكل كبير على دراسة الأسواق لفترة طويلة للوصول إلى أفضل النتائج المتاحة ومعرفة أفضل توقيت للشراء أو البيع.  

وأخيرا فإن فهم آلية الارتباط السلبي والإيجابي بين أزواج العملات سوف يساعدك على تنفيذ استراتيجية تداولك بنجاح. كما سيساعدك أيضا في توقع مسار حركة زوج العملات بشكل أكثر دقة. وهناك طريقة أخرى لتحديد تأثير الارتباط وحساب القيمة النهائية باستخدام الآلة الحاسبة. لكن استخدام الآلة الحاسبة يتطلب اتباع العديد من الخطوات للحصول على القيمة الصحيحة. ويتعين على المتداول معرفة طبيعة العملات التي يتداول فيها بشكل جيد، لا سيما وأن بعض تلك العملات يشكل ملاذ آمن والبعض الآخر مرتفع المخاطر.  

التحذير من المخاطر 

استثمار مرتفع المخاطر: التداول في العملات الأجنبية التي تعتمد على الهامش ينطوي على درجة عالية من المخاطر، وقد لا يتناسب مع جميع فئات المستثمرين. الرافعة المالية المرتفعة قد تعمل في صالحك أو في غير صالحك.  لابد من الحصول على استشارة متخصصة وتحديد أهداف استثمارك، ومستوى خبرتك ومدى تقبلك لمعدل المخاطر؛ قبل اتخاذ قرار الاستثمار في العملات الأجنبية. ولأنه من المتحمل أن تخسر كل أو بعض رأس مالك، يتعين عليك عدم الاستثمار بالأموال التي لا يمكن تحمل خسارتها.  لابد وأن تكون على دراية وإلمام تام بجميع المخاطر المرتبطة بالتداول في العملات الأجنبية، وإن كان لديك شكوك، لابد من الحصول على مشورة متخصصة من مستشار مالي مستقل. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى